الصراع بين الغرب وروسيا فى أوكرانيا يفجر أزمة عالمية فى الغذاء والطاقة

الأربعاء 2 مارس 2022 11:44 ص
شارك الخبر

كتب : طلعت الطرابيشى

إرتفاع أسعار الحبوب والبترول والغاز .. وإنهيار البورصات .. وزيادة التضخم

أوكرانيا سلة غذاء أوربا وثالثة العالم فى صادرات الذرة وروسيا أكبر مصدر للقمح والغاز 

تتوالى الأزمات " كأحجار الدمينو " .. فما نكاد نتنفس الصعداء من أزمة كورنا , التى ضربت العالم , وأنهكت إقتصادياته .  تلوح فى الأفق أزمة عالمية جديدة أخطر وأقسى أثرا .. أزمة عالمية مزدوجة فى الغذاء والطاقة . إنطلقت شرارتها من روسيا وأوكرانيا . حيث مسرح العمليات العسكرية فى القطب الشمالى المتجمد . كرد فعل لتحرشات " بايدن " رئيس أمريكا المسن , وحلف " الناتو "  , ومحاولات الفتنة بين روسيا وأوكرانيا .

فبعد ساعات قليلة من تحرك " الدب " الروسي , وإندلاع المواجهة , إنهارت أسواق المال العالمية , وبلغت خسائر الأسهم ببورصات الأوراق المالية أكثر من 20 % من قيمتها , وتخطت أسعار الطاقة حاجز الـ 100 دولار . حيث إرتفاعت أسعار البترول من 80 دولارا , إلى 110 دولار للبرميل بنسبة زيادة 13 % , وتصاعد منحنى أسعار الغاز بنسبة 9% , والحبوب " محصول القمح " الغذاء الرئيسى لشعوب الأكرة الأرضية بنسبة 10 % . زيادة أسعار زيت الطعام بنسبة 17 % . وبنفس الإتجاه تتوالى إرتفعات أسعار الذرة العنصر الرئيسى لإنتاج أعلاف " غذاء " الثروة الحيوانية – وهكذا – إنفرط عقد فاتورة باقى قوائم السلع الزراعية , و الغذائية , وجميع وسائل المواصلات من نقل جوى , وبحرى , وبرى . إلى جانب إرتفاع قيمة العقود الأجلة . ومن المتوقع فى حالة إطالة الصراع تجاوز سعر برميل البترول الـ 140 دورا .   

وحيث أن العالم قرية صغيرة . كل الدول فى مرمى نيران الأزمة . حيث الضرر عام , لاإستثناء لأى دولة على وجه اليابسة . فمايحدث من أزمات فى أقصى جزء  من العالم , يتدحرج  - ككرة الثلج - ليلقى بظلاله على أبعد مكان فى الطرف الأخر  .

وفى حساب التوقعات السلبية . تشكل الأزمة العالمية الجديدة , خطرا شديدا على أسواق العالم  . نظرا لأن روسيا وأكرانيا يعدان من أكبر الدول المنتجة والمصدرة للحبوب , وزيت الطعام , والأسماك , و" الطاقة الأحفورية " البترول , والغاز على مستوى العالم – وبالتالى – النزاع بينهما , والعقوبات الغربية  تتسبب فى إحداث إضطراب فى أسواق العالم , وتأثيرات سلبية بالغة الخطورة على سلاسل إمدادات السلع الزراعية , والطاقة فى حركة التجارة الدولية .

وطبقا للتقارير العالمية بالنسبة لإنتاج روسيا وأوكرانيا دولتى النزاع الحدودى من الحبوب وزيت العام , والأسماك . يمكن إستعراضها فى :

·      تمثل صادرات روسيا وأوكرانيا 25 % من صادرات العالم من الحبوب .

·      تعد روسيا أكبر مصدر للقمح فى العالم . حيث تنتج 86 مليون طنا قمح سنويا

·      تعتبر أوكرانيا سلة غذاء أوربا , ورابع دولة مصدرة للقمح على مستوى العالم . فهى تنتج مايعادل  28 مليون طن قمح سنويا .

·       تحتل أوكرانيا التريب الثالث عالميا فى صادرات الذرة .

·      تتصدر أوكرانيا أكبر 5 دول فى العالم مصدرة لزيت دوار الشمس " عباد الشمس ".

·      تتقاسم أوكرانيا وروسيا ما نسبته 50 % من إجمالى إنتاج العالم  من زيت عباد الشمس , والذى يقدر بنحو 47 مليون طنا سنويا . حيث تنتج روسيا 86 مليون طن قمح سنويا , ويبلغ إنتاج أوكرانيا من القمح 26 مليون طنا .

·      تستحوز روسيا على المركز الرابع عالميا فى مصايد الأسماك , وصناعاتها بعد اليابان , وأمريكا , والصين .

·      تنتج روسيا 25 % من إنتاج العالم للأسماك الطازجة والمجمدة . وثلث إنتاج العالم من الأسماك المعلبة .

وبالنسبة لإنتاج روسيا من البترول والغاز والفحم , والمعادن :

·      تعد روسيا ثانى أكبر إحتياطى للفحم في العالم . وتأتى فى الترتيب السادس على العالم فى إنتاج الفحم بحوالى 430 مليون طن سنويا . وتشغل أوكرانيا المركز الـ 14 على العالم فى إنتاج الفحم بحوالى 86 مليون طن سنويا .

·        تعتبر روسيا أكبر مصدر للغاز الطبيعى فى العالم , والأولى فى الإنتاج والمخزون الإحتياطى على مستوى العالم .

·      11 مليون برميل حجم إنتاج روسيا من البترول يوميا .

·      روسيا من أكبر منتجى الألمونيوم والنيكل فى العالم , وتأثيرهم على صناعات الأثاث المعدنى والسيارات , والهواتف . إلى جانب والصلب , والذهب والبلاتين  .

وعلى ضوء هذه البيانات والإحصاءات الدولية . فإن محاولات إستعراض أمريكا وحلفائها من القارة الأوربية العجوز عضلاتهم , للضغط على روسيا بسلاح العقوبات . وتهديد روسيا فى المقابل بالضغط على أوربا بسلاح الطاقة والحبوب . سوف يلحق الضرر بجميع دول العالم , وتكون أوربا حلفاء أمريكا فى زرع الفتنة والوقيعة بين روسيا وأوكرانيا للإشتباك والحرب أول ضحايا إرتدات أزمة الغذاء والطاقة . وسوف يكون التأثير شديد على شعوب دول العالم الثالث فى أسيا , وأفريقيا , والشرق الأوسط , فى دفع فاتورة إرتفاع الأسعار . نظرا لكون روسيا وأوكرانيا من أكبر منتجى , ومصدرى الحبوب فى العالم . إلى جانب ماتمثله روسيا من مركز ثقل على مستوى العالم فى الغاز والبترول .

ويمكن حصر تداعيات الإجتياح الروسى لأوكرانيا على أسواق الحبوب , والمال , والصناعة فى :

1)   إرتفاع كبير فى أسعار . ممايؤدى إلى زيادة معدلات التضخم .

2)   إرتفاع قيمة العقود الأجلة .

3)   إنهيار البورصات العالمية , مما يتسبب في هروب المستثمرين من المضاربة والإستثمار فى الأسهم , والتحول إلى " الملازات الأمنة عن طريق الإدخار فى السندات الحكومية . وحيازة الذهب .– بإعتبار – مصدرا للقيمة وبديلا عن الدولار .

4)   توقف كثير من الصناعات المستهلكة للطاقة , ومحطات توليد الكهرباء , ومعالجة المياه , وتحلية مياه البحر التى تعمل بالغاز .

5)   إرتفاع أسعار الشحن البحرى , والجوى , والنقل البرى نتيجة لإرتفاع أسعار البترول والغاز .

6)   إصابة شركات صناعة السيارت بالشلل , والهواتف . بسبب توقف إمدادات روسيا بمعادن النيكل , والبلاديوم , واللاتين . 


أضف تعليق

  • أحمد عبد الرحمن الأربعاء 2 مارس 2022 01:12 م

    تحليل رائع

أخبار ذات علاقة

القائمة البريدية