هولندا تتبرع ب 28 مليون دولار لبناء نظم غذائية أكثر قدرة على الصمود

الثلاثاء 24 سبتمبر 2019 10:50 م
شارك الخبر

فاو : عالم الزراعة

ساهمت مملكة هولندا بمبلغ 28 مليون دولار أمريكي لدعم عمل منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) في تعزيز قدرة النظم الغذائية على الصمود في الصومال والسودان وجنوب السودان، في إطار مبادرة جديدة لتوسيع نطاق العمل التنموي القائم على الصمود في البلدان المتضررة من الأزمات الممتدة.

وفي مثل هذه السياقات، غالباً ما تركّز التدخلات الإنسانية على تلبية الاحتياجات الفورية والعاجلة، مثل توفير المأوى أو المعونات الغذائية. ولكن بدلاً من من ذلك، تهدف الفاو من خلال برنامج صمود الأمن الغذائي والتغذوي: بناء قدرة النظام الغذائي على الصمود في الأزمات الممتدة إلى إظهار أن التدخلات الإنمائية التي تركز على تعزيز سبل المعيشة على المدى الطويل يمكن أن تتم على نطاق أوسع، حتى في مسارح العمليات غير المستقرة.

ووقع اتفاقية التمويل يوم الاثنين كل من سيجريد كاج، وزيرة التجارة الخارجية والتعاون الإنمائي الهولندية، وشو دونيو، المدير العام للفاو، وذلك على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.

وقال المدير العام للفاو: "تعتمد البلدان والمناطق المتأثرة بالأزمات الممتدة في كثير من الأحيان على المساعدات الإنسانية، وغالباً ما يتم تجاهلها كأماكن لا يمكن أن تحدث فيها التنمية الزراعية والريفية على نطاق واسع. لكن عملنا يظهر أن هذا الأمر غير صحيح. نحن نعرف أنها تمتلك القدرة على ذلك، ولهذا السبب يتضمن المشروع برنامج عمل تعليمي قوي من شأنه أن يساعد في تسليط الضوء على دراسات حالات ناجحة يمكن تكرارها في المجتمعات الأخرى التي تواجه تحديات مماثلة".

بدورها قالت الوزيرة سيجريد: "هذه خطوة كبيرة إلى الأمام في إطار جهودنا التعاونية للبناء على قرار مجلس الأمن الخلّاق في العام الماضي بشأن النزاع والأمن الغذائي. فمن خلال برنامج صمود الأمن الغذائي والتغذوي، سنقوم بتفعيل طريقة جديدة للعمل في السياقات الإنسانية، وهي طريقة تدرك أن مبادرات التنمية الريفية المستدامة، حتى في حالات عدم الاستقرار الممتدة، تلعب دوراً رئيسياً في الحد والتخفيف من الأزمات الغذائية".

سوف يتوزع عمل برنامج صمود الأمن الغذائي والتغذوي على ثلاثة مسارات واسعة: تحسين وصول المجتمعات الريفية إلى الموارد الطبيعية وإدارتها، وخلق فرص معيشية معززة وجديدة على طول سلاسل القيمة الزراعية، وتعزيز قدرة السكان على استكشاف هذه الفرص الجديدة والاستفادة منها.
بالإضافة إلى ذلك، ومن خلال مساعدة المجتمعات على تحديد المخاطر وتخفيفها، وتحسين إدارتها للموارد الطبيعية، وإنشاء سبل عيش أكثر قدرة على الصمود وزيادة الإنتاج الزراعي المحلي، يهدف برنامج صمود الأمن الغذائي والتغذوي إلى تحسين الأمن الغذائي والتغذوي وكذلك المساهمة في الحد من النزاعات والحفاظ على السلام.

نهج جديد للأمن الغذائي في النزاعات الممتدة

باتت الأزمات الممتدة هي القاعدة وليس الاستثناء، حيث أصبح 40 في المائة من الأزمات الغذائية أزمات ممتدة مقارنة مما كان عليه الوضع عام 1990. وتشكل استجابات الأمن الغذائي باستمرار أكبر حصة من النداءات الإنسانية التي تنسقها الأمم المتحدة، والتي تمثل أكثر من ثلث الاحتياجات الإنسانية العالمية بقيمة 7.4 مليار دولار أمريكي في عام 2019.

وتساعد هذه الاستجابات الحيوية على ضمان تلبية الاحتياجات العاجلة المنقذة للحياة. ومع ذلك، فإنها غالباً لا تصمم لدعم السكان في تحقيق الأمن الغذائي على المدى الطويل أو في بناء قدرتهم على مواجهة الصدمات. ونتيجة لذلك، وقع الكثير من السكان الذين تمت مساعدتهم في براثن الجوع مجدداً بعد فترة وجيزة من انتهاء التدخلات الإنسانية.

ويقوم برنامج صمود الأمن الغذائي والتغذوي على فرضية أن الجهود الإنسانية والإنمائية وجهود بناء السلام يجب أن تكون تكاملية ومتعاضدة. وتمثل هذه الجهود المتكاملة الطريقة الأكثر فعالية لإدارة الأزمات الغذائية، كما أنها تتسم بأهمية خاصة في المناطق الريفية حيث ينتشر الجوع بشكل كبير وحيث تبدأ معظم الأزمات والمجاعات الغذائية الوطنية.

وهذا هو السبب الذي يدعو الفاو وشركائها إلى استكشاف طرق لمعالجة الأزمات الغذائية من الجذور، بدلاً من الاستجابة فقط بعد اندلاعها، وذلك عن طريق الشبكة العالمية لمكافحة الأزمات الغذائية، وهي شراكة دولية تسعى إلى معالجة الأسباب الجذرية للجوع الحاد.

وسيقدم برنامج صمود الأمن الغذائي والتغذوي مساهمة مهمة في جهود الشبكة لإعادة تشكيل الطريقة التي يعمل بها المجتمع الدولي لتلبية الاحتياجات الإنسانية، وتعزيز التنمية المستدامة والأمن الغذائي، والحفاظ على السلام.

 


أضف تعليق

أخبار ذات علاقة

القائمة البريدية