نهر النيل لديوان المظاليم ... ارحمونى صحة المصريين فى خطر

السبت 14 سبتمبر 2019 12:45 م
شارك الخبر

دراسة علمية قامت بها شعبة البيئة بمركز بحوث الصحراء عام 2011 توصلت إلى وجود ما يزيد عن 360 مصب لمياه المجاري في نهر النيل من أسوان حتى الجيزة لعدم وجود مصارف في الصعيد مما نتج عن ذلك كمية ملوثات سنوية 6000 مليون متر مكعب صرف زراعي و1700 مليون متر مكعب صرف صحي و387 مليون متر مكعب صرف صناعي و3000 مليون متر مكعب مياه تبريد محطات الكهرباء وفي إحصاء حديث لوزارة النقل والمواصلات أنه يوجد في نهر النيل 200 باخرة سياحية و500 مركب لنقل الركاب و1600 مركب لنقل البضاعة و300 لنش نزهة و4000 مركب شراعي لنقل البضائع تصب محركاتها والصرف الصحي للركاب في نهر النيل وقد أثبت ذلك عالم البيئة المصري إبراهيم البربرى أستاذ الكيمياء البيئية بجامعة جورجيا للتكنولوجيا عام 1987 حيث زار 12 محطة مياة شرب بمدينة القاهرة الكبرى وأخذ بعض عينات المياه من هذه المحطات فتبين له أن جميع المحطات تعانى من عملية الصرف الصناعي المحتوى على المبيدات والكيماويات مما يسبب فساد المياه وأن طرق تنقية المياه تقليدية فلا تستطيع تخليص المياه لتصبح مياه صالحة للشرب وأن كفاءة المحطات محدودة لا تتناسب مع حجم التلوث كما أجرى الباحث دراسات أخرى في كفر الزيات والمنصورة ودمياط ورشيد للتعرف على نسب الملوثات الصناعية وعلى رأسها المركب الهيدروكربوني الكلورى في تلك المناطق فوجد أن أكبر تركيز للملوثات كان في كفر الزيات لوجود مصانع المبيدات والبترول وفي المنصورة وجد أن نسبة الملوثات تزيد عن نسبتها في القاهرة لأن المنصورة تعتبر أكثر مناطق الجمهورية كثافة في النشاط الزراعي وما يصاحبه من استخدام للمبيدات وبمقارنة الباحث بين نسب الملوثات في المنطقتين وجدها في حدود المسموح به عالمياً وتوقع لنهر النيل الوصول إلى أقصى درجة من التشبع بحيث لا يمكنه تحمل هذه الملوثات لارتفاع النسب عن الحد المسموح به عالمياً وقد قدم الباحث هذا البحث إلى مؤتمر مصر عام 2000 بعنوان الحفاظ على مياه الشرب خالية من التلوث الصناعي غير المنضبط وغير الملتزم وفي تقرير لعالم المياه المصري محمود أبو زيد أن 38 مليون مصري يشربون من مياه الصرف الصحي وأن 76% من مياه القرى مخلوطة بالصرف الصحي و25% من مرضى المستشفيات بسبب تلوث مياه الشرب وأن مرفق مياه القاهرة ينتج يومياً 6 مليون م3 من المياه تكلفالدولة 3 مليار جنيه سنوياً وأن هذه المياه غير صالحة للاستهلاك الآدمى ووفاة خمسة مليون شخص بسبب تلوث مياه الشرب ويعيش حوالى 12% من سكان المدن في الأحياء العشوائية الفقيرة بدون مصادر نقية للمياه وهناك ما يقرب من خمس آلاف قرية بدون صرف صحي وتتخلص هذه القرى من مخلفاتها من المياه بإلقائها في المجاري المائية كما يشير عالم الأراضي والمياه نادر نور الدين أنه يوجد 120 مصري يلقون بمخلفاتهم سنوياً في نهر النيل 2.4 مليار متر مكعب مخلفات صرف صحى وصناعى كما أشارت التحاليل التي أجرتها وزارة الصحة عن مدى مطابقة مياه الشرب للمواصفات القياسية المصرية في عام 2000 أن هناك 4 محافظات تتعدى نسب عدم مطابقة المعدلات المسموح بها الشرقية 22.3% والدقهلية 14.5% ومطروح 7.9% والإسكندرية 5.6% نتج عن ذلك 80% من الأمراض في مصر سببها تلوث مياه الشرب حسب تقرير منظمة الصحة العالمية وأن 22 مليون مصري مصابون بفيروس الكبد الوبائي سى بنسبة 22% وهى أعلى نسبة على مستوى العالم بمعدل 250 ألف سنوياً بما يعادل 700 مريض شهرياً بواقع مريض كل دقيقتين وهذا ما أكده رئيس قطاع الصحة بمؤسسة مصر الخيركما يشير برنامج الأمم المتحدة للإنماء والتنمية أن عام 2020 سوف يشهد أعلى إصابة بالفشل الكلوى لأن هذا المرض يظل كامناً بالجسم لمدة عشرون عاماً وأن 150 ألف مصري يصابون بالفشل الكلوي سنوياً و150 حالة لكل 100 ألف نسمة تصاب بالسرطان سنوياً وأكثر من نصف مليون يصابون بالتسمم سنوياً على الرغم من أن طب السموم يندر وجوده في مصر فلا يوجد إلا في جامعتين هما الإسكندرية وعين شمس وفي تقرير أعده استشاري بمستشفي الملك فهد أن مياه الشرب الملوثة تعمل على اضطراب في عمل الغدة الدرقية وحدوث مرض السرطان الناتج عن المركب الهيدروكربوني الذي يظل في المياه لمدة عقدين من الزمن دون حدوث تغير في تركيبة وفعاليته كما يتجمع هذا المركب في النسيج الدهنى للحيوانات الفقارية كالأغنام والأبقار والدواجن ثم ينتقل منها إلى جسم الإنسان بعد تناول لحومها ويعتقد العلماء أن دخول المركب الهيدروكربوني لجسم الإنسان له علاقة بزيادة فرص حدوث مرض السكر واضطرابات الجهاز العصبي وسرطان الجلد والحساسية والتراكوما وفقر الدم واضطرابات هرمونية والكوليرا والتيفود والدوسنتاريا والبلهارسيا وشلل الأطفال والإسكارس والقىء والإسهال والوفاة عند الأطفال والصرع والغيبوبة وسرطان الرئة وضعف التحكم في الحركة وتكوين حصوات الكلى والموت السريع وتنميل في الأطراف والشفاه واللسان.

بقلم الدكتور : حاتم ابو عالية

باحث مساعد بمركز البحوث الزراعية " كفر الشيخ"

 


أضف تعليق

أخبار ذات علاقة

القائمة البريدية