المكافحه الآمنه لـ الأمراض النباتية تحت نظام الزراعة العضوية

السبت 29 يوليو 2023 01:18 م
شارك الخبر

لقد ادى استخدام الكيمياويات في الزراعة العادية سواء كانت اسمدة كيماوية أو مبيدات حشائش ومبيدات الآفات الى أضرار جسيمة للبيئة. ولقد ظهرت الآثار الضارة للمبيدات على صحة الانسان، فلقد تزايدت الإصابة بأمراض الفشل الكلوي، والسرطان وتشوه الأجنة وغيرها. وقد أدى استخدام المبيدات أيضاً الى حدوث خلل بالتوازن الطبيعي بين الآفات وأعدائها الحيوية وظهور أجيال جديدة من الآفات أكثر مقاومة ومناعة للمبيدات. 

ونتيجة هذه الأضرار تم منع استخدام الكثير من المبيدات أو تقليل استخدامها تدريجياً مع استخدام الطرق الآمنة في المكافحة. ولقد بدأت كثير من الدول استخدام نظام المكافحة المتكاملة للآفات لتقليل استخدام المبيدات بسبب ظهور سلالات مقاومة من الآفات لمعظم المبيدات. 

ولهذه الأسباب اتجهت الانظار الى نظام زراعي بديل وهو استخدام نظام الزراعة العضوية الذي يرفض استخدام المبيدات واستخدام طرق أخرى آمنة مثل وسائل المكافحة الزراعية والمكافحة الحيوية والمكافحة الميكانيكية.


أولاً – المكافحة الزراعية Culture control


ان المعاملات الزراعية المختلفة تعمل على مقاومة المسببات المرضية مقاومة كلية او جزئية وتشمل هذه المعاملات ما يلي:


1- اتباع دورة زراعية مناسبة

فلكل محصول عدد من الآفات تظهر معه وتتطفل عليه ومع تكرار زراعة المحصول في نفس المساحة كل عام فإن ذلك يؤدي الى انتشار هذه الآفة. فالبصل يصاب بمرض العفن الأبيض حيث يعيش الفطر المسبب للمرض في التربة لمدة طويلة واتباع دورة زراعية يحد من انتشار هذا المرض. وكذلك النيماتودا تصيب كلا من البطاطس والطماطم وتؤدي الى نقص المحصول، واتباع دورة زراعية مناسبة مع زراعة محاصيل غير قابلة للإصابة بالنيماتودا يحد من انتشاره.


2- الزراعة في المواعيد المناسبة


يجب زراعة كل محصول في الميعاد الذي يلائم نموه ولا يلائم نمو الكائن المتطفل عليه. فعلى سبيل المثال، زراعة القطن مبكراً يحقق إنتاجاً عالياً مع التقليل من أضرار دودة القطن و الإصابة بديدان اللوز والمن والذبابة البيضاء. كما أن التأخير في زراعة القمح يؤدي الى تعرض النباتات للإصابة بالصدأ وأمراض التفحم التبكير في الزراعة يعرض النبات للإصابة بمرض الاصفرار ولذلك يجب زراعة القمح في الفترة بين 10 و20 نوفمبر حتى يمكن تجنب هذه الأمراض.


3- زراعة الأصناف المقاومة للأمراض


يجب على المزارع اختيار أصناف من المحصول مقاومة للأمراض الشائعة التي تصيب هذا المحصول. واستخدام تربية النبات لإنتاج أصناف مقاومة للأمراض من المحاصيل الزراعية يعتبر حلاً جيداً لمشكلة الآفات للزراعة العضوية.


4- تطهير البذور قبل زراعتها


يجب تطهير التقاوي المعدة للزراعة بخلطها بالمطهر الفطري قبل زراعتها في الحقل. 


5- الاهتمام بالعمليات الزراعية


فتحضير مهد جيد للبذرة ومقاومة الحشائش والحرث والعزيق الجيد والتسميد المتوازن والري حسب الاحتياجات المائية الفعلية يؤدي الى تجنب الإصابات. فالإعداد المناسب لمهد البذرة ونمو النباتات يعمل على تعريض الحشرات والعذارى واليرقات للأعداء الطبيعية والعوامل البيئية غير المناسبة كذلك تؤدي الى التخلص من الحشائش التي تعتبر ملجأ للحشرات، كذلك يجب الاهتمام بالصرف الزراعي. 

 

6- التخلص من الحشائش 

 

التخلص من الحشائش باستمرار سواء في الحقل اوالمصارف يقلل من احتمالات الإصابة بالعديد من الأمراض حيث انها تأوي الكثير من الحشرات كذلك التخلص من المخلفات الزراعية مثل عروش النباتات عامل هام في المكافحة الزراعية. ويمكن التخلص منها في عمل سماد عضوي (كمبوست) التي يمكنها القضاء على الآفات لارتفاع الحرارة. فمثلاً قش وحطب الذرة يحتوي على اليرقات الساكنة للثاقبات لذلك يجب التخلص منها والاستفادة بها في عمل سماد عضوي صناعي (الكمبوست).     

 

7- اتباع طرقة الزراعة الملائمة

 

فاستخدام اسلوب الزراعة العفير للقمح والشعير يؤدي الى التخلص من بعض امراض التفحم بينما اذا زرعت بالطريقة الحراتي على عمق اكبر تكون درجتا الحرارة والرطوبة ملائمتين لإنبات الجراثيم المسببة للمرض. كما ان زراعة الأرز بطريقة البدار يؤدي الى الإصابة بمرض اللفحة بينما اتباع اسلوب الشتل يقلل من الإصابة.



8- التسميد العضوي

 

التسميد العضوي هو أساس نظام الزراعة العضوية وأهمية السماد العضوي ترجع الى توفير العناصر الغذائية للنبات النامي وايجاد نوع من الاتزان بينهما وتحسين خواص التربة الطبيعية والكيمياوية والحيوية. فالسماد العضوي يشجع نحو الميكروبات المفترسة التي تساعد في مقاومة المسبب المرضي أو الحشرة الضارة. كما أن الدبال المتكون يساعد على امتصاص النبات للمركبات الفينولية أو مركبات اخرى مثل حامض السلسليك التي لها أهمية في زيادة مقاومة النبات للإصابة ودورها كمضاد حيوي. 

ولقد وجد ان السماد العضوي يزيد من مقاومة النبات للأمراض الفطرية مثل مرض الذبول الذي يحدث بواسطة فطر الفيوزاريومsp.  Fusarium . كما وجد ان الموالح اقل عرضة للإصابة بمرض تعفن الجذور عند تسميدها عضوياً. ويفسر ذلك بأن التسميد العضوي يثبط نشاط الميكروب المسبب للمرض. 

 

9- استخدام الكائنات الدقيقة

 

تلعب كائنات التربة دوراَ هاماً في مقاومة النبات مثل فطر الميكوريزا الذي له فوائد متعددة من أهمها توفير إمداد النبات بالعناصر الغذائية مثل الفوسفور وأيضاً تساعد على حماية النبات من الأمراض وكذلك من النيماتودا، حيث تكون غطاء حماية حول جذور النبات يسمى لمعطف الفطري الذي يحيط بجذر النبات فيقلل إصابتها بالفطريات.

كما وجد ان فطر التريكودرما Trichoderma يستطيع مكافحة أمراض الريزوكتونيا Rizoctonia وموت البادرات وذبول الفيوزاريوم والبيثيم والقشرة السوداء في البطاطس. كما أن فطر فيرتسيليوم كلاميدوسبوريم Verticillium chlamydosporium يهاجم بيض النيماتودا قبل الفقس أو يهاجم الإناث البالغة قبل تكوين عقد النيماتودا على الجذر. كما وجد أن هناك فطريات متطفلة تهاجم النيماتودا الحرة وكذل كالممرضة للنبات، فعلى سبيل المثال يهاجم الفطر Harposporium diceraeum النيماتودا Plectus parvus ، بينما يهاجم الفطر H.baculiforme انواعاً اخرى محددة من الجنس Plectus . 


  10- الزراعة المختلطة

 

يفضل زراعة خليط من أصناف المحاصيل في نظام الزراعة العضوية، حيث يكون لها تفاوت في درجة تعرضها للإصابة. وتمكن زراعة خليط من محاصيل في خطوط متبادلة أو شرائط متبادلة. فالإصابة الحشرية لمحصول ما تكون بمعرفة المكان او الرائحة وبالتالي فعملية الخلط تؤدي الى ارتباك الحشرة مما يساعد على مقاومتها. كما ان الزراعة المختلطة تساعد في مقاومة الآفات بتأثيرها على كمية الضوء.

 

 11- استخدام مستخلصات النبات

 
 

لقد وجد ان مستخلصات بعض النباتات قد تساعد على تدعيم مقاومة المحاصيل المنزرعة للأمراض. ولقد لوحظ قديماً ان مستخلصات البصل والثوم وفجل الحصان تساعد على مقاومة الأمراض الفطرية في أشجار الفاكهة. كما ان مستخلصات شيح البابونج Camomile والدمسيسة Wormwoad تم استخدامها لمقاومة حشرات المن Aphid وحشرات اخرى. ويرجع تأثير المستخلصات النباتية الى تقوية جهاز المناعة لدى النباتات لمواجهة الفطريات والحشرات الثاقبة، أو مح خلال تشجيعها لنمو وتقوية النباتات، أو يكون لها تأثير طارد لهذه الحشرات أو سامة لها.

ومن أمثلة المستخلصات المتواجدة بالأسواق هو مستخلص بذور أشجار النيم الفعال لمدى واسع من الحشرات حيث يكون لها تأثير طارد لهذه الحشرات، كما يوجد مستخلص طبيعي اخر وهو مستخلص البيريثرم Pyrethrum، الذي يستخلص من أوراق Ghrysanthemum sp  ،ويوجد عدد من المستخلصات التجارية مثل Bio-Blatt الذي يحتوي على الحمض الأميني الليسيثين Lecithin ومستخرج من فول الصويا ويستخدم لمقاومة البياض الدقيقي. ويجدر الإشارة الى ان المستخلصات النباتية هي بالدرجة الأولى وقائية وليست علاجية وتستخدم عند الضرورة فقط.

 

ثانياً – المكافحة الحيوية Biological control

 

يقصد بالمقاومة الحيوية في هذا الجزء هو استخدام بعض الاحياء الطبيعية مثل المفترسات Predators او المتطفلات ومسببات الامراض Pathogen ضد الحشرات وكذلك استخدام المضادات الحيوية ضد الفطريات الممرضة للنبات. وفي هذا النوع من المكافحة يلزم تشجيع واكثار الاعداد الطبيعية للآفات الموجودة معها في نفس البيئة أو استيراد تلك الاعداد ومحاولة اقلمتها ونشرها على نطاق واسع للحد من تكاثر الآفة. ومن أمثلة المقاومة الحيوية ما يلي:

1- مقاومة الذبابة البيضاء في الطماطم والقرعيات باستخدام الزنبور Cephalorporium lecanii والطفيل Terebrans.

2- مقاومة العناكب Spiders باستخدام الحلم المفترس Phytoseiuius persimilis .

3-     مقاومة الخنافس بإصابتها بأمراض بكتيرية باستخدام البكتريا العضوية Bacillius thuringiensis.

4- مقاومة حشرة المن باستخدام الطفيل Chrysoferla earnea.

5- مقاومة حشرة الثاقبات في الذرة باستخدام الطفيل Trichogramma spp.. الذي يتطفل على بيض العديد من الحشرات التابعة لرتبة حرشفية الأجنحة.

6- مقاومة يرقات دودة روق القطن باستخدام طفيل الميكروبليتس Microplitis وذبابة التاكينا Tachina.

7- استخدام سلالة غير مرضية من فطر الفيوزاريوم لتقليل شدة الإصابة بفطر Fusarium vosium.

ويجب العناية الفائقة عند استخدام المفترسات حتى لا يزيد عددها ولا تستطيع التحكم بعد ذلك. كما يجب الاحتياط عند استخدام الكائنات الحية المعدلة وراثياً والتي يسبب استخدامها أضرارً جسيمة. أي ان المقاومة الحيوية هي الملاذ الأخير الذي يمكن اللجوء اليه بعد استنفاذ جميع الطرق لتوفير الظروف المثالية لنمو النبات.

 

ثالثاً – المكافحة الميكانيكية Mechanical control

 

هذا النوع من المكافحة يمكن إجماله في النقاط التالية:

1- التنقية باليد مثل جمع لطع دودة القطن وإعدامها حرقاً.

2- إقامة الحواجز مثل عمل خنادق في طريق الحشرات الزاحفة من الحقول المصابة الى الحقول الأخرى وملئها بالماء المضاف اليه السولار.

3- استخدام أسوار لمنع الفئران والطيور وكذلك ابن عرس.

4- استخدام الشبكات ذات الثقوب الضيقة كحواجز لتغطية محاصيل الخضروات مثل الجزر والكرنب والطماطم في اوقات نشاط ذبابة الجزر وذبابة الكرنب والذبابة البيضاء.

5- القضاء على العائل وذلك بجمع الأجزاء المصابة واعدامها حرقاً مثل حرق نبات الموز المصاب بمرض تورد القمة واعدام وحرق اللوز غير المتفتح في القطن للحد من الإصابة بديدان اللوز القرنفلية.

6- استعمال مصائد جذب الحشرات مثل المصائد الضوئية أو الطعوم السامة التي تجذب الحشرات ثم يتم اعدامها.

7- استخدام مصادر الفرمونات وهي مركبات عضوية طيارة ذات رائحة لجذب الحشرات لمصائد محتوية على مبيدات حشرية قاتلة. وتتوقف كفاءة المصيدة الفرمونية على تصميمها الذي يجب ان يتلائم مع حجم الحشرة وطريقة طيرانها ومع العوامل البيئية المحيطة بها.

8- استخدام الطاقة الشمسية لتعقيم التربة لمقاومة الآفات المسببة لأمراض النبات والكامنة في التربة وكذلك النيماتودا المتطفلة على النباتات علاوة على مقاومة الحشائش وبذورها. ويتم فيها تعريض سطح التربة الرطبة المغطاة بطبقة رقيقة شفافة من البولي ايثيلين لأشعة الشمس وبذلك ترتفع درجة حرارة التربة خلال أشهر الصيف الحارة الى درجة مميتة لعديد من آفات النبات الكامنة بالتربة.




المكافحه الآمنه للأمراض النباتيه تحت نظام الزراعة العضوية


أعداد:

د/نرهان عبد السلام عيد عبدالعال

باحث بوحدة امراض نبات- شعبة البيئة وزراعات المناطق الجافة

مركز بحوث الصحراء




أضف تعليق

أخبار ذات علاقة

الزراعة تتفقد زراعات الخضر والمشاتل بالغربية

الزراعة تتفقد زراعات الخضر والمشاتل بالغربية

تفقدت لجنة من من الإدارة المركزية للبساتين التابعة لقطاع الإرشاد الزراعي بوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، زراعات ومشاتل الخضر بمحافظة الغربية، للوقوف على حالة الزراعات، ومتابعة أعم..

القائمة البريدية