البنك القومى للجينات " الصندوق الاسود للأصول الوراثية الزراعية

كتب : طلعت الطرابيشى

 

حفظ 25000 تركيب وراثى فى درجة حرارة موجب 5 وحتى سالب 20 .

يمتلك معشبة لعينات نباتية نادرة ومعامل لزراعة الانسجة ,  والسيتولوجيا .

 

يعد بنك القومى للجينات  بوزارة الزراعة , الصندوق الأسود لثروات مصر الزراعية والحيوانية .. مواردنا وأصولنا الوراثية عبر آلاف السنين . فى داخل – هذا البنك - الجينات , والصفات الوراثية لأصول النباتية المنزرعة  والبرية " فى الحفظ والصون " . تحت الحماية داخل وخارج مصر . بعد أن كانت , وإلى عهد قريب نهبا مستباحا , ومطمعا لأصحاب الغرض , للنسخ , والسطو , والإستغلال , وتعديل وتغيير فى الصفات الوراثية . وليس ببعيد ماتم إكتشافه من قيام بعض الدول حول العالم فى " القرصنة " على بعض مواردنا الزراعية ذات الطبيعة الخاصة جدا , ونقلها إلى مزارعهم للإنتفاع بها دون وجه حق . ومنها محاولات أمريكا إنتاج الفرولة البلدى , والملوخية فى اليابان , والجرجير فى إيطاليا .

 

خلفيات إنشاء البنك

 

وقد إنتبه مركز البحوث الزراعية فى أوائل الألفية الثانية , لتوثيق , وتسجيل أصولنا الوراثية من خلال عمل البرنامج القومى للموارد الزراعية . بهدف حمايتها من القرصنة والإستغلال . ومع التوسع فى عمل البرنامج , تم فى عام 2004 , إنشاء صرح كامل مستقل تحت إسم البنك القومى للجينات . وتوقيع مجلس إدارة البنك على المعاهدة الدولية خاصة بالموارد الوراثية مع " الفاو " منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة . وتتطلع إدارة البنك حاليا بقيادة الدكتورة نيفين عبد الفتاح , إلى إنضمام أصول مصر الحيوانية إلى المعاهدة الدولية , للمحافظة على ثرواتنا الحوانية . من أجل تمتع إرث مصر التاريخى بالحماية الدولية .

 

تسجيل وتوثيق العينات

 

وقد ساعد إنشاء البنك وتمتعه بالمظلة الدولية , قيام فريق عمل البنك من الباحثين لتنظيم قوافل للتحرك , والإنتشار فى جميع محافظات مصر . من أجل إجراء حصرا شاملا لأصول مصر الوراثية من مختلف المحاصيل الحقلية والبستانية , وأيضا الحيوانية . بهدف جمع عينات من هذه الأصول , وتقفى أثر الموارد والأصول التى إنقرضت , أو أهملت لظروف ما  . لمحاولة إعادة جمعها من مختلف أقاليم مصر , وإجراء عمليات الحفظ , والتوصيف , والتوثيق . وذلك حسب أولوياتها المخطط لها .

 

إسترداد العينات المصرية من الخارج

 

وقد إستدعت عمليات الحصر وجمع العينات , سفر باحثو البنك فى رحلات خاصة إلى خارج مصر . بهدف إسترجاع عينات بعض الأصول الوراثية التى توفرت معلومات حول وجودها فى عدد من المراكز البحثية  , وبنوك الجينات الدولية . ويأتى فى مقدمتها مركز بحوث الأرز الدولى , ومنظمة البحوث الزراعية الدولية للمناطف الجافة " الإيكاردا " , والبرنامج الأمريكى للموارد الوراثية . ويواصل باحثو بنك الجينات المصرى متابعة جميع برامج التربية المدرج بها أى أصول نباتية مصرية فى مركز البحوث و, بنوك الجينات حول العالم , لمخاطبتها وزيارتها , إستكمال إسترداد عينات الأصول المصرية .

 

حفظ 25 ألف تركيب وراثى

 

ويشير الدكتور حسام عبد المقصود الباحث بالبنك القومى للجينات , إلى جمع عينات أكثر من 25 ألف تركيب وراثى لمحاصيل حقلية وبستانية مصرية . إلى جانب النباتات الطبية والعطرية . ويعد هذا الحجم ماتم جمعه وحفظه وتوثيقه من عينات نباتية برية , ومنزرعة , وحيوانية على مستوى محافظات مصر , وخارج مصر منذ إنشاء البنك , وحتى الأن .

 

جينات النباتات المصرية القديمة

 

ويولى البنك القومى للجينات , أهمية كبيرة لجمع وحفظ عينات المحاصيل التقليدية المصرية القديمة . بهدف بقاءها وإستمرار العمل بها , والمحافظة عليها من التلاعب , والضياع . نظرا لما تحتويه جينات بذور وتقاوى هذه المحاصيل من قدرة على المقاومة , والتكيف مع الظروف المناخية المصرية , وتحملها لعوامل الإجهاد المختلفة – وهذا – الدور الذى يقوم به البنك , يساعد خبراء وأساتذة مركز البحوث الزراعية , فى إعادة إحياء هذه الموارد الوراثية المصرية , و إستخدامها فى برامج تربية , وإدخال بعض الإضافات , والتحسينات . من أجل إستنباط أصناف جديدة تكون أكثر ملائمة , وأكثر إنتاجية .

 

تكنولوجيا النتروجين السائل .. والبصمة الوراثية

 

ويضم البنك قسمين . يختص القسم الأول بالموارد الوراثية النباتية والحيوانية . ويحتوى القسم الثانى على الكائنات الحية الدقيقة . إلى جانب 4 معامل رئيسية . تتمثل فى :

معمل زراعة الأنسجة بإستخدام تكنولوجيا " النتروجين السائل , أو التجميد الفائق ( سالب 196 ) .

معمل الوراثية الجزئية . ويختص بعمل البصمة الوراثية , وعمليات التوثيق الجزيئى للموارد الوراثية على مستوى الـ ( DNA باركود ) لأقل وحدة .

معمل الوراثة " السيتولوجية " . ويركز على " الكروموسات " لفحص حبوب اللقاح , وحيويتها .

معمل التحاليل الكيماوية . ويتولى إجراء كافة التوصيفات الكيماوية للعينات المحفوظة . لتحديد المكونات الفعالة , " والبايو كيماوىة " مثل : ( السكريات الكلية .. والصبغات .. والعناصر الرئيسية من الكربوهيدرات , والعناصر الصغرى والكبرى للمعادن ) . بالإضافة إلى ( الزيوت العطرية .. والثابتة ) .

 

 

كما يضم البنك ثلاث غرف " ثلاجات " لحفظ العينات . منها غرفة للحفظ قصيرة تبدأ من سنة إلى 3 سنوات تحت درجة حرارة ( + 5 درجات ) . وغرفة ثانية لحفظ العينات لفترة متوسطة من 5 سنوات , إلى 7 سنوات تحت درجة حرارة منخفضة ( - 5 درجات ) , والغرفة الثالثة , وهى للحفظ لفترة طويلة تمتد إلى 100 سنة . تحت درجة حرارة شديدة الرودة ( - 20 درجة ) . كما يمتلك البنك " صوبتان " لإجراء عمليات الأقلمة , والإكثار , والحفظ . وقطعة أرض دالخل مركز البحوث الزراعية بمساحة 5 أفدنة , لإعادة زراعة العينات . وأيضا الإكثار . يضاف إلى ذلك " معشبة " تحتوى على 2000 عينة نباتية برية ومنزرعة , وحديقة لحفظ وصيانة الأنواع النباتية النادرة , والتى تم جمع عيناتها من الحدائق النباتية التاريخية والتراثية . 

وطبقا للإجراءات المتبعة فى حفظ عينات ( التقاوى والبذور ) , يراعى البنك فى غرف الحفظ إنخفاض درجة الرطوبة , وخفض درجة الحرارة المستهدفة خلال فترة الحفظ , إلى جانب تحويل غرف حفظ للإظلام الكامل " حجب مصادر الضوء " . بهدف المحافظة على حيوية الموارد الوراثية طول فترة الحفظ . 

ونظرا لطبيعة الصفات الوراثية للمحاصيل المصرية التقليدية القديمة . يولى البنك أهمية كبيرة فى جمع عيناتها , وحفظها . بهدف توفير كافة إجراءات الحماية للنباتات القديمة , لإستمرار زراعتها , وإنتشارها مع إحتفاظها للهوية المصرية . لما تحتوية جينات هذه المحاصيل من قدرة على المقاومة , والتكيف مع الظروف المناخية المصرية , وتحمل الإجهاد .

ويتيح البنك بعمليات حفظ أصولنا ومواردنا الوراثية , المجال لخبراء وأساتذة معاهد مركز البحوث الزراعية المختلفة , لإدخال إضافات وتحسينات على عينات التقاوى والبذور المحفوظة , فى برامج تربية خاصة . من أجل إستنباط أصناف أكثر كفاءة , وأكثر إنتاجية . كما تساعد عمليات الحفظ الجيدة , لإستدامة الممارسة الزراعية الجيدة لمواردنا الزراعية . إلى جانب المساعدة فى تقديم أفضل معدل تسميد طبقا للظروف المناخية المختلفة .

يذكر أن البنك القومى للجينات يشارك فى إعداد الخريطة الصنفية للمحاصيل الزراعية من خلال حفظ الموارد , وتحديد بيئتها . وذلك بالمساعدة فى تقديم الإرشادات والتوجيهات للزراعة حسب الظروف المناخية المناسبة لدرجة الـ ( PH ودرجة ملوحة التربة والرى ( EC ) . وأيضا لمستوى الإجهاد .