رسالة من الجيش الأخضر المصرى لرئيس الجمهورية

الجمعة 24 يونيو 2022 01:37 ص
شارك الخبر

كتب : طلعت الطرابيشى

مشاكل التسويق " والكاش " تجبر الفلاح على بيع محصوله بالخساره للهروب من السجن

تعثر البنوك فى تدبير العمله أكبر عقبة أمام إستيراد المستلزمات الضروريه للزراعة  

لاأحد ينكر أن الزراعه فى أحسن الأحوال . تعيش أزهى فتراتها . فى أقل من 4 سنين إتنقلت نقله كبيره خلتها فى حته تانيه .. كل يوم أراضى زراعية جديده . ده غير إفتتاح عشرات  المشروعات الزراعية القومية .  صوب زراعيه , زراعات مكشوفه فى توشكى , والعوينات , وسينا , والعالمين , والدلتا الجديدة . مش بس كده , قايمه على الميكنة والتكنولوجيا الحديثه فى الزراعة , والرى . وأفضل وأجود أصناف التقاوى وشتلات  الخضر والفاكهة , والزيتون , وقصب السكر .

بصراحة الدولة مش مقصره . " والجيش الأخضر " العاملين فى الزراعه بيشهدوا , إن ورا الطفرة الزراعية الكبيره فى مصر , إراده سياسيه بتحب البلد . وبتسابق الزمن لتحقيق طموحات شعبها ورفاهيته . والدليل حجم الأموال الضخمه , اللى بتتصرف على المشروعات الزراعية الكبيرة , ومشروعات تحلية مية البحر , ومعالجة الصرف الزراعى , وتبطين الترع  , وحفر الأبار لتوفير إحتياجات الزراعه من مية الرى . لتجنيب مصر مواجهة – لاقدر الله – أى حالات جفاف , أو تصحر . بسبب نقص مية الرى .

سيادة الرئيس ......

نبصم بالعشره أنك بتضحى عن رضى .. وولادك من الجيش الأخضر بيسلموا لك بده , وبيرفعوا لك " القبعه " .  وبيطمنوك إنهم مش مقصرين . ولرد الجميل نجحوا فى زيادة الإنتاج وتحسين جودته . والدليل وجود وفره فى محاصيل الخضر والفكهه فى جميع الأسوق المصريه . وكان سبب كبير فى إبعاد خطر أزمة الغذاء العالمية على مصر  . ونفس الشئ بالنسبة للقمح .. السلعه الأساسيه . تم زيادة مساحات الزراعة من القمح . ووصل إنتاجنا من القمح لأول مره فى الـسنه دى لـ 10 مليون طن .

سيادة الرئيس .....

معذره " الحلو مابيكملش " الفلاح مش مستفيد . رغم إنه أهم حلقه فى المنظومه . والمفروض يكون أسعد الناس بحصاد محصوله . لكنه هو أكتر الناس تعاسه .. مش أولويه للحكومه  . زى غيره من جيش مصر الأخضر " اللى شغالين فى  الزراعه " . بيزرعوا ويحرسوا ويحصدوا , وعلى إكتافهم جبال من الهموم . أنت ياسيادة الرئيس الوحيد مصدر ثقتهم , واللى فى أيدك حل مشاكلهم  .

سيادة الرئيس ....

كلنا فدا مصر .. معاك على خطوط المواجهه فى المزارع والغيطان عمرنا ما قصرنا فى زرعنا .  وبنجتهد لجل مانكون سند وعون لسيادتك , فى مواجهة أزمة الغذاء العالمية فى فترة " كورونا ".. وفى فترة الحرب الروسيه الأوكرانية . صحيح هى أزمات حلت علينا فجأه ..  ملناش يد فيها – والحمد لله – مرت على خير . ومحدش فى مصر حس بيها . لأن كل حاجة كانت متوفرة فى أسواقنا , وبزياده أكتر .

وده فى الوقت اللى العالم كله كان بيعانى ولسه بيعانى .. وصدرنا موالح وفاكهه , وخضار , وزتون لدول كتيره . ووصلت صادراتنا لأول مره للسوق اليابانى أهم وأصعب سوق فى شروطه ومواصفاته . وزادت صادرتنا , وحققت المزارع المصريه مكاسب – وإحنا – الفلاحين " الأيد الشقيانه " نبنا من الحب جانب من المكاسب , وكنا فى أسعد حال .

وفى الوقت اللى كانت كل الدول أقفله على نفسها – وبتحسدنا - على شغلنا بسبب " كورونا " , وأسواقهم – ياحرام – فاضيه . كانت أسواقنا مليانه من كافة شئ . بس – الزهر – ملعبش مع الفلاح والجيش الأخضر فى الحرب زى ملعب فى أزمة كورونا . المهم مانطولش على سيادتك .. كل مجهودنا ومكاسبنا راحت فى فترة الحرب , واللى شكلها مطوله معانا شويه . ومش هانحقق ولاربع اللى حققناه – نصيبنا - هانروح منه فين .

سيادة الرئيس ........

معذره فى عتابنا على السيد القصير وزير الزراعه . مكلفش نفسه يجبر بخطرنا , ويسيب مكتبه ويمر علينا فى الغيطان والمزارع ويشاركنا مشاكلنا , ومتاعبنا على الطبيعه . علشان ينقلها لسيادتكم لسرعة إيجاد حل . معذره سيادة الرئيس – إستحملنا – عارفين مشاغلك بس برضه إحنا جنودك حراس الأراض الزراعيه . ده حتى ماكلفش مرؤسيه اللى تحت منه فى قطاعات الوزارة , ومديريات الزراعه فى الـ ( 27 ) محافظه , بالسؤال عننا , والإتصال بالوزير لعرض مشاكلنا , وتأثير الحرب  على تسويق إنتاجنا , ومعاناتنا مع تجار الجمله , واللى مابيتشطروش غير على الفلاح الغلبان . وبيشترو زرع الغلبان بتراب الفلوس , والا يشرب زرعته ويضطر يسيبها فى الارض او يبعها بخسارة .

حيائنا سيادة الرئيس يمنعنا من الإلحاح فى طلب حل مشاكلنا . بس إحنا خلاص تعبنا وفاض بينا . مين غيرك بعد ربنا نلجأ له . ونكتب له عن متاعبنا , بعد مانستنا الحكومة , وعملت " ودن من طين وودن من عجين " , وعجز تفكيرنا عن إيجاد حل .

سيادة الرئيس .....

ولادك العاملين فى الزراعة , وإخواتك كبارنا وشيوخنا من المزارعين مهددين بالإفلاس , والبعض منا معرض للسجن . لأن الحرب إتسببت فى موجة غلاء كبيره للعالم كله . حاجات كتير زادت فجأه وحسينا بيها زى :

·       إرتفاع كبير فى أسعار العملات زى ( الدولار , واليورو , والجنيه الإسترلينى ) , وطبعا عملات الخليج .

·       زياده أسعار البترول والغاز مرتين على الأقل  .

·        بيتعرض العالم لظروف تضخم كبيره . محصلتش قبل كده .

·       شركات كتير بتشتغل فى الصناعه والزراعه . كنا بنستورد منها حاجات للزراعة مابقتش تشتغل زى الأول .

·       مراكب الشحن اللى كانت بتنقل البضاعه من مصر لبره , أو لمصر , رفعت أسعارها فى السما زادت 3 مرات عن قبل الحرب .

·       حاوية العنب , أو اللى بيسموه كونتينر , اللى كان بينقل فيه العنب للمراكب زاد سعره من 2000 دولار , إلى أكتر من 6000 دولار . وهوده الموجود إذا كان عاجب .

·       حاوية البصل اللى كانت 1000 دولار , وصلت لـ 3000 دولار . وغيرها من المحاصيل

·        دول كتير زى أستراليا , وكندا , وبنجلادش , ودول تانيه بتطالب شعبها بتقليل الكهربا ساعتين فى اليوم , وقف المطاعم والمحلات الساعة 8 بالليل , لتقليل الكهربا .

·       فى أمريكا وفرنسا , وإنجلترا , وأسبانيا سمعنا من نشرات الأخبار وجود غضب شعبى , ومظاهرات بسبب زيادة الأسعار  .

سيادة الرئيس .....

معذره لوقتك رسالتنا طويله  .. الشركات الزراعة عندها مشاكل , والفلاح فى موقف صعب . سيادة الريس  موجة الإرتفاع الكبيره فى الأسعار .خلت دول كتير تقلل شرا محاصيلنا الزراعيه . يعنى الحرب وقفت حالنا .. صادرتنا اللى وصلت 3,5 مليون طن قلت كتير .. فى الوقت اللى إنتاجنا زاد كتير من الفاكهه والخضار . لدرجة إن أسعاره بقت رخيصه أقل من تكلفته علينا . تجار الجمله بيضحكوا علينا , يانرضى نبيع لهم بالخساره , وبأقل سعر . يانخلى الزرع على الشجر , وفى الغيطان نتحصر عليه يانكله إحنا ومواشينا , يايبوظ على الشجر .

سيادة الرئيس ......

وفرة إنتاجنا , وإنخفاض الكميات اللى كنا بنصدرها  , والعرض الكبير من السلع فى أسواقنا . خلت أحسن عنب بيشتريه تاجر الجمله من المزرعه بـ 3 , أو 4 جنيه للكيلو . وده أقل من تكلفة زراعته . بحجة إن التاجر هو اللى بيتحمل مصاريف شيله من الشجر والغيطان , ومصاريف عربيات نقله للأسواق  .  سعر العنب بيتباع بأقل من 10 جنيه , ومن كتر العنب عند البياعين بيتافسوا على تقليل سعره , وفى محلات الماركت الكبيره زى كارفور , وهايبر بيتباع الكيلو بـ 5 جنيه .  وبيتباع الخوخ الكيلو من 7 جنيه , لـ 10 جنيه , وفى المحلات الكبيره سعره أرخص بكتير . يعقل إن البصل سعر الكيلو بـيتباع بـ 2,5 جنيه , ودا طبعا لانه من الارض دلوقت من 70 قرش الى جنيه الكيلو ,  والبطيخ مابيتبعش بالكيلو .. بيتباع بالواحده من 10 جنيه , لـ 30 جنيه للحجم الكبير . والمشمش بيتباع الكيلو بـ 7 جنيه . وإلـ هايبوظ بسبب الحر . ونفس الشئ  مع البرتقان , والخضار , ومنها الفصوليا , وغيرها . ودى عينه .

سيادة الرئيس ........

 مشاكل التجار مع البنوك فى موضوع الإستيراد ومستندات التحصيل بدأت تنعكس على المزارعين . وإحنا المزارعين اللى ضايعين فى الوسط . الشركات والتجار اللى بيستوردوا المبيدات , والأسمدة , والمخصبات الزراعية , والتقاوى والبذور , ناويين يوقفوا التعامل معانا علشان إحنا الحيطه المايله . عاوزينا نشترى كل مستلزمات الانتاج كاش مش بالأجل . ياندفع فلوس كاش " نقدي " يعنى . يامفيش أى منتجات , نقاوم بيها الأمراض والأفات الزراعيه , ولا بذور ولا شتلات , ولا أسمده لتسميد وتغذية زرعنا . سيادة الرئيس التجار والشركات بتطاردنا لسداد مديونياتنا . مستحقاتهم المتأخره علينا .  ومعظمنا من المزارعين الصغيرين اللى على قد حالهم . طول عمرنا علاقتنا طيبه مع الشركات والمستوردين . قايمه على الثقه  بينا وبينهم . وكانوا بيسمحوا بالتعامل معانا فى شرا حاجتنا بنظام " النوته " شكك " بالأجل يعنى , أو بشيكات , أو بوصولات أمانه . والنظام ده كان ماشى " ميت فل وعشره " . وبينتظرو نسدد بعد الحصاد , وبيع المحصول . يعنى كانوا بيصبروا علينا ومستحملينا , ودا برضة بينطبق على المزارع الكبيرة المتعثرة بسبب انخفاض اسعار الفاكهة والخضر وتكبدو خسائر جامدة العام الحالى .

دبرنا سيادتك نعمل أيه . أصبحنا فى موقف صعب . مش كده وبس ظروفهم هما كمان بسبب القروض , ومشاكلهم فى الإستيراد - جت على دماغنا - بيطلبونا يانسدد مستحقاتهم المتأخره , يايطردونا فى المحاكم .

نعمل أيه . غلب حمارنا من التفكير .. كل المشاكل حطت علينا مره واحده . التصدير قل , وخسايرنا بتزيد . وعلينا مديونيه " الإيد قصيره والعين بصيره " دبرنا ياسيادة الرئيس أجبر بخاطر ولادك , وتدخل لإنقاذنا . وطمعنين فى كرمك لحل مشاكل الإستيراد , عشان توفير مستلزمات الانتاج لأننا أسره واحده . هما اللى من غيرهم مفيش زرع .. روح الزرع فى أصناف الأسمده والتقاوى ,  والمبيدات لمكافحة الحشرات والحشائش , والأمراض الفطرية .

سيادة الرئيس ........

مشاكل المستوردين وتجار مستلزمات الإنتاج الزراعى مع الإستيراد لسه زى ماهيه  . والحلول متعثره  من 5 شهور . بسبب إختلاف البنوك على شروط وإجراءات الإستيراد , وموافقات كل بنك , والبنوك  بتواجه صعوبات فى تدبير العمله , ورغم ان سيادتك اديت تعليماتك باستثناء مستلزمات الانتاج , والمواد الخام .. الا ان الشركات بتستغيث بسبب البضائع الموجودة بالموانى موش عارفة تخرجها وبتزيد عليها الغرامات وياريت الفلوس بتدخل خزانة الدوله . ابدا الفلوس بتدخل للوكيل الملاحى , والمتعثر فى النهاية المزارع .  

مشاكل وقف إستيراد إحتياجات الزراعه متجمده من شهر فبراير اللى فات . لما أعلنت الحكومة على لسان محافظ البنك المركزى وقف التعامل " بمستندات التحصيل " . وده النظام اللى كان طول عمره ماشى فى إستيراد الشركات لمستلزمات الانتاج الزراعى والخامات اللى بتخل فى صناعة بعض الأسمده . وحاجات تانيه تحت إسم منظمات النمو , والمخصبات الزراعيه . وإستبدال مستندات التحصيل بنظام الإعتمادات المستنديه .

سيادة الرئيس

الموضوع مسبب إرتباك ومشاكل كتيره للشركات والتجار اللى بيتعاملوا فى الإستيراد . يعنى وقف حال للمزارعين . الشركات من شهرفبراير بتلعب إكروبات " مش عارفين راسهم من رجليهم - كعب داير - على البنوك , لتفسير القرار الجديد . وبدل ماكانت علاقة التجار والشركات المصرية مع المنتجين والمصدرين خارج مصر وديه . وبتم ببساطه , ودور البنوك فى الإستيراد كان مجرد سيط . أصبحت الشركات مطالبه بفتح إعتمادات وتغطية قيمة الشحنات بالكامل , وعلى البنوك فى مصر تدبير كل العملات المطلوبه للشحنات . وتحول دور البنوك من وسيط لضامن , ودخل البنوك فى مصر والخارج طرف رئيسى .

وكعادته الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهوريه , إستجاب لمطالب إتحاد مصدرى الحاصلات الزراعيه وإتحاد الصناعه . وأصدر توجيهاته للبنك المركزى , ووزارة الماليه , لسرعة فض الإشتباك , والعوده للعمل بنظام مستندات التحصيل . بس البنك المركزى – راسه وألف سيف – تمسك بتدبير البنوك للعملات , ورفض تدبيره عن طريق التجار والشركات , وعدم تنفيذ أى إجراء إلى بعد الرجوع لموافقة البنك المركزى . ولسه لحد النهارده بعد مرور 5 شهور .. المستوردين فى " حيص بيص " كعب داير على البنوك لحل مشكلة تدبير العمله .

سيادة الرئيس ........

كلنا أمل فى تبنى فكرة تكوين روابط خاصة للمزارعين , لحل مشاكل التسويق , والتخزين , والنقل . بحيث تكون مستقله ولها حرية الحركه  بعيد عن التعاونيات , والجمعيات الزراعية الحكومية . ويكون دور الدولة أو وزارة الزراعه إشرافى بس . ونقترح أن تكون من صلاحيات كل ربطه :

1)   تأسيس رابطه لكل محصول زراعى من خلال المزارعين وأصحاب المزارع .

2)   إنشاء مراكز أو مجمعات , أو أسواق جمله على أطراف المحافظات , أو فى الظهير الصحراوى لكل محافظه . تعمل على عرض السلع الزراعيه , وتحديد سعر للبيع بالجمله . لمنع إستغلال تجار الجمله للمزارعين . وحماية المزارعين من ضغوط ومساومات التجار للبيع بالخساره .

3)   تشجيع الروابط على إمتلاك سيارات بها تلاجات لحفظ المحاصيل الزراعية وحمايتها من التلف .

4)   مخاطبة وزارة الإسكان , أو الزراعه لتوفير أراضى لإنشاء محطات للعمل فى التعبئه والتغليف للسوق المحلى والتصدير , وعمل تلاجات كبيره تسمح بتخزين كميات كبيره من الخضار , والفاكهه .

5)   من خلال الرابطه يكون للمزارعين صوت مسموع يتعمل حسابه . كتابة المطالب بشكل جماعى للحكومه  لسرعة حلها . غير الإسلوب الحالى وهو ترك كل مزارع يحل مشكلته وحده  .

6)   دخول الرابطه طرف فى أى قضيه يتعرض لها أعضائها من المزارعين .


أضف تعليق

 
 

أخبار ذات علاقة

القائمة البريدية