الزراعيين : موارد ضعيفة وأصول معطلة منذ 55 عام

كتب : خالد أمين

حالة من الصحوة تسرى فى أرجاء نقابة المهن الزراعية , وفروعها المنتشرة فى جميع محافظات مصر الـ 27 .. نشاط غير عادى يطرق الأبواب. حيث موسم الإنتخابات فى هذا الوقت فقط كل أربع سنوات . ففى موسم الإنتخابات تتحول النقابة إلى خلية نحلة .. شعلة من النشاط .. حشود تتدفق للترشح .. للدعاية .. للتربيطات وعقد الصفقات الإنتخابية .. وتوزيع الوعود .. و.. و... .

وبعد أن ينفض المولد عن إسم النقيب , وأعضاء المجلس , ونقباء النقابات الفرعية . " تعود النقابة لقواعدها كما كانت قبل الإنتخابات .. مبانى خاوية لا حياة فيها – بإستثناء الموظفين – باب الخدمات ضعيف او هزيل , لا وجود لأنشطة فعالة  , معاشات لاتسد رمق طفل رضيع .. حتى الوعود الإنتخابية تصبح " دخان فى الهواء " . كل شئ يتوقف إنتظارا لموسم إنتخابى جديد – وهكذا – حال النقابة منذ إنشائها عام 1966 . بإستثناءات محدودة " لاتثمن ولا تغنى من جوع " !

ومنذ أيام أعلن مجلس إدارة النقابة العامة فتح باب الترشح للإنتخابات على مقعد النقيب , والأعضاء على مستوى الجمهورية . ويستمر تلقى طلبات الترشيح حتى يوم السبت القادم 20 نوفمبر الحالى بالنقابة العامة , والنقابات الفرعية . ويتم إجراء الإنتخابات , والتصويت يوم 30 يناير تحت إشراف قضائى .

ويتطلع أعضاء النقابة , أن تكون الإنتخابات القادمة , نهاية للوجوه  التى إحترفت الإنتخابات . وكانت سببا فى ضعف النقابة وقدراتها الحقيقية . لنظرتها المحدودة  وتقديم افكار خارج الصندوق , لإستثمار إمكانياتها وأصولها الكبيرة المبعثرة فى كل مكان من أرض مصر . وتقوقعهم على كراسيها , وتمسكهم بالوجاهة فقط . دون تقديم أى رؤية , أو تصور لتحسين أوضاع أعضائها , وشيوخ المهنة من أصحاب المعاشات .

والسؤال المطروح دون إجابة حتى هذه اللحظة . لماذا تنحصر الإختيارات عند التصويت فى الصندوق على أسماء بعينها . ولا تفرز الإنتخابات الأفضل , والأصلح من أصحاب المؤهلات والمواصفات القادرة على النشاط , والنظرة البعيدة , لنهضة النقاية , وبث الروح فيها . حتى يكون لها قيمة وتكون النقابة لاعبا أساسيا فى المجتمع . بدلا من حالة الاحتضار الدائم والمستمر التى تعيشها على مدى 55 عاما من إنشائها .

ويمكن إيجاز أصول النقابة المهملة وغير المستغلة لتنمية موارد ها فى :

·      تمتلك النقابة عدة فنادق فى محافظة بورسعيد , وفى شاطئ المعمورة الساحر بالأسكندرية . غير مستغلين .

·      تمتلك النقابة نوادى إجتماعية على ضفاف نهر النيل فى الزمالك بالقاهرة , والجيزة , وعدد كبير من المحافظات . وتحتوى هذه النوادى , وأيضا الفنادق على قاعات أفراح , ومطاعم وكافيهات . إيجاراتها هزيلة , وعقودة لم يحالفها الحظ للاستفادة من نظام الايجارات الجديد المتبع فى كل مصر , .ومنها العمل على  زيادة قيمتها الإيجارية السنوية .

·      لم يتدخل أى نقيب فى تفعيل قرار وزير الزراعة الاسبق الدكتور يوسف والى رقم 686 لسنة 1986 .بشأن تحصيل الرسم السنوى على المحاصيل الزراعية الرئيسية , وعلى مستلزمات الانتاج لصالح نقابة المهن الزراعية وعلى باقى الانشطة الزراعية وقيمتها 05% نصف فى المائة .

ويهمس بعض الأعضاء فى أذن زملائهم , على ضرورة , أن تشهد الإنتخابات القادمة استبعاد الموظفين بوزارة الزراعة , ومديرياتها بالمحافظات . حيث أن التجربة اثبتت فشلهم فى فرز الأفضل . وإقتصار دورهم على التعبئة و حشد الموظفين من اعضاء النقابة لمجاملة ومناصرة بعض المرشحين من زملائهم العاملين فى الوزارة والمديريات , والجمعيات الزراعية . حيث معيار الإختيار " الزمالة " أى شخصى فقط . وليس لصالح النقابة .  

واللوم كل اللوم على إختيارات الموظفين من أعضاء النقابة . وتفضيلهم إختياراتهم على أساس الزمالة , دون مراعاة لأى إعتبارات للمرشحين الأخرين الأكثر قدرة , والأنفع لهم , ولزملائهم من أعضاء النقابة فى تقديم خدمات أفضل للاعضاء . أو على الاقل تتساوى مع أقل النقابات فى مصر .

يرى بعض المرشحين  , أن النقابة تمتلك أصول ضخمة غير مستغلة . لم يحسن إستغلالها . أو يتم توظيفها بشكل جيد . فى حين ان موارد النقابة الحالية مازالت  ضعيفة للغاية . وان استغلال الاصول المعطلة فى زيادة موارد النقابة قد يكون أحد الاسباب لاستنقاذ النقابة وتحسين ادائها , والتجربة فى بعض المحافظات اثبتت ذلك من خلال استغلال موارد النقابة بشكل افضل وساهمت تلك التجربة فى زيادة موارد النقابة الفرعية , رغم مايعانيه نقيب تلك المحافظة من متاعب مع اعضاء النقابة من محبى قهوة المعاشات , ويرى احد المرشحين للانتخاب فى الدورة القادمة , ان وزارة الزراعة تقوم بخصم نصف فى المائة على الصادرات والواردات , ومستلزمات الانتاج لصالح نقابة الزراعيين تمثل رقم كبير فى دخل النقابة يمكن استغلاله فى تحسين اوضاع النقابة اضافة الى املاك النقابة المهملة فى كل عموم مصر .

الى ذلك فان النقيب الفائز بانتخابات الدورة القادمه سيتحمل التركة الصعبة التى خلفتها السنوات الماضية , ويتوجب عليه ضرورة عقد اجتماع كبير مع رؤساء الفروع بمحافظات مصر , وحصر الاصول الثابته التابعة للنقابة , والعمل على تطوير ادائها واستغلالها افضل استغلال بما ينعكس بالايجاب على مصلحة النقابة , واعضائها , وتقنين وضع المساحات المؤجرة بكل المحافظات , وتحديد سنوات الايجار بما لايتجاوز عام او عامين , وفق ماحدده القانون حتى لايتم التلاعب فى اسعار النوادى , وقاعات الافراح .... الخ , ممن يملكون الامر خلال فترة التعاقد , مع اصدار قرار مجلس ادارة يلزم الفروع باقصى مدة ايجار , وان يكون فى ممارسة علنية بحضور المعنيين .