مدير تريد كورب يستعرض اثار الازمة العالمية للاسمدة على السوق المصرى

الإثنين 8 نوفمبر 2021 11:32 ص
شارك الخبر

كتب : طلعت الطرابيشى

مستقبل الزراعة فى المستخلصات الطبيعية و" النانو تكنولوجى " لإنتاج محفزات النمو

الأسمدة للزراعة إكسير الحياة .. كالماء والهواء لاغنى عنها – أمر بديهى – فهى من الأساسيات " الشئ لزوم الشئ " . فلا زراعة بدون سماد . قولا واحدا .

وفى ظل أزمة الأسمدة .. غذاء النبات . الزراعة مؤجلة .. فى أجازة إجبارية .. لحين الفرج . والفرج قد يكون قريبا .. وقد يتأخر لشهور . وكل مايتردد بهذا الخصوص مجرد توقعات .. تخمينات .. ضربا " للودع " . فالأمر جد خطير !

ومن المفارقات . فى الوقت الذى يعانى فيه العالم من أزمة خانقة فى الأسمدة . مصر مصدر رئيسى للأسمدة التنروجينية (  التقليدية وليس المتخصصة ) . وليكن المهم أنها موجودة وتؤدى الغرض . والإنتاج طبقا للتقديرات الرسمية يقدر بنحو 16 الى 20 مليون طنا سنويا  والإستهلاك لايزيد عن 8,5  الى 10 مليون طن تقريبا , وبالتالى – الزراعة فى مصر آمنة . وبعيدة عن منطقة الخطر . مما يؤكد أن المشكلة ليست فى نقص الأسمدة . وإنما فى إدارة ملف الأسمدة . فى توزيعها .. وفى عدم إلتزام الشركات الحكومية المنتجة بالحصص المقررة للجمعيات الزراعية .  أما بالنسبة للأسمدة المتخصصة ففيها أزمة . وبالنسبة لدول العالم – بإستثناء – عدد محدود من الدول أزمة الأسمدة بشكل عام فيها نقص شديد جدا جدا

" محددات الأزمة "

وبعيدا عن " الشخصنة " وجلد الذات يلخص المهندس سامح مصطفى المدير الإقليمى لشمال وغرب أفريقيا وشرق المتوسط بشركة " تريد كورب إنترناشيونال " , الأزمة العالمية  للأسمدة فى :

·      شح المواد الخام " العنصر الرئيسى " لصناعات مستلزمات الإنتاج الزراعى من الأسمدة والمخصبات اللازمة لتغذية النبات , ومركبات المبيدات الخاصة بمكافحة الآفات .

·      إرتفاع الأسعار العالمية للوقود . اللازمة لتشغيل جميع الشركات الصناعية  . وتاثيره المباشر على مصانع الأسمدة – بإعتبارها – من أكثر الصناعات المستهلكة للطاقة من كهرباء , وسولار , وغاز طبيعى , وفحم .

·      النقص الحاد فى مادة الـ  " mo بالميكروشيب " أحد مكونات ) المولبدنيوم )  الضرورية لإنتاج الأسمدة المتخصصة ومنظمات النمو .

·      توقف الصين المصدر الرئيسى لإنتاج المواد الخام فى العالم عن التصدير . وإغلاقها مايزيد على 50 %  من شركاتها الصناعية المنتجة للأسمدة والمبيدات المستهلكة للغاز الطبيعى , والفحم . بسبب إرتفاع أسعار الغاز , والضغوط الدولية للتخلى عن الفحم أكثر وأخطر المصادر الملوثة للبيئة فى العالم .

·      إرتفاع أسعار الشحن . نتيجة إرتفاع أسعار الوقود .. المحرك الرئيسى لجميع وسائل النقل " البحرى والجوى والبرى " . مما كان له أكبر الأثر فى لجوء شركات الطيران والشحن البحرى لمضاعفة أسعارها .

·      عدم إنتظام مواعيد رحلات بواخر وسفن النقل البحرى , وتعرضها لكثير من التأجيلات خلاف فترة أزمة " كورونا " . بسبب فرض كثير من الدول لقرارات حظر على حركة الملاحة البحرية . مما أدى إلى توقف حركة الشحن وحدوث عجز شديد فى الحاويات الخاصة بنقل الأسمدة , والأنواع الأخرى من مستلزمات الإنتاج الزراعى.

" بورصة الأسمدة "

وطبقا لأسعار السوق العالمية إرتفعت أسعار سماد اليوريا من 321 دولارا فى إبريل 2020 , إلى 421 دولارا فى الشهر الحالى 2021 . بنسبة زيادة 30 % . وبالنسبة للأسمدة الفوسفاتية إرتفعت من 67 دولارا , إلى 149 دولارا عن نفس الفترة من العام الماضى . بزيادة 22 % . , وتقدر الأسعار الحالية لأسمدة البوتاسيوم بنحو 221 دولارا . مقابل 204 دولارا فى إبريل 2020 . بنسبة زيادة 10 % .

ويشير المهندس سامح , إلى أن سوق الأسمدة المتخصصة فى مصر لا يمثل أى أزمة . والدليل أن إجمالى وارداتنا منها لاتزيد عن 25 مليون دولار . نظرا لوجود إنتاج محلي منها  , والتى تتمثل فى " الأحماض الأمينية – الهيوميك أسيد – محفزات النمو " . فى حين تمثل حياة وموت " لدولة مثل البرازيل . حيث يصل إستهلاك البرازيل من الأسمدة المتخصصة إلى مايعادل 30 مليار دولار سنويا .   

" سيناريوهات الخروج من الأزمة "

يرى المدير الإقليمى لشركة " تريد كورب إنترناشيونال " . أن الحلول العاجلة المطلوبة للتقليل من تأثير الأزمة . يمكن إيجازها فى  عدة نقاط :

1 – يجب على المزارعين تقنين إستخدامات الأسمدة . عن طريق التسميد بالوحدات " المقادير " وليس " بالبركة " أى الالإستخدام العشوائى كما هو سائد حاليا .

2 – العمل على زيادة كفاءة إستخدام الأسمدة طبقا للتوصيات الفنية , والتوقيتات المحددة للتسميد .

3 – رفع كفاءة شبكات الرى .

4 – مراعاة إستخدام معدات الرش الحديثة , وزيادة كفاءة محاليل الرش . والإعتماد أكثر على " المواد الناشرة واللاصقة " فى التسميد .

5 – التحقق من إستخدام الأصناف ذات الجودة العالية والأصلية . وتفضيلها عن الأصناف الأرخص سعرا والأقل كفاءة .

6 – التخطيط لفترات أطول بالنسبة لإحتياجات الزراعة من الأسمدة . لضمان عدم حدوث تأثير كبير لأى أزمات مفاجئة قد تواجه القطاع الزراعى .

7 – سرعة تدخل الدولة لعلاج مشاكل الشركات الحكومية المنتجة للأسمدة , وإعادة النظر فى نظام توزيع الحصص المقررة .

أما بالنسبة للحلول المستقبلية . والتى يجب مراعاتها والإستعداد لها من الأن  لتطبيقها مستقبلا . فتتمثل فى التركيز بشكل كبير الفترة القادمة , على إنتاج المستخلصات الطبيعية للنبات , وإستخدام " النانو تكنولوجى " لإنتاج محفزات النمو , وتطوير الأصناف المعدلة وراثيا التى تستهلك كميات أقل من المياه . .

" إحتكار الميكروشيب "

ويرجع سبب إنخفاض وندرة مادة (الميكروشيب ) , إلى إحتكار دولتين فقط  على مستوى العالم لإنتاجه . وهما الصين , وتايوان . بالتالى تحكم هاتين الدولتين فى تحديد أسعاره , والدول المستهدفة للتصدير . خاصة وأن هذه المادة تدخل فى أهم صناعات العصر . مثل الألكترونيات " الكمبيوتر , والموبايل , وأجهزة التتبع الـ   G P S   , والأسمدة " من خلال عنصر المولبدنيوم . فضلا عن أن الصناعة المنتجة لهذه المادة تحتاج إلى معدلات غير طبيعية من المياه , أو على شواطئ البحار للتبريد . مثل صناعات تكرير البترول . ولسوء الحظ تواجه تايون فى الوقت الحالى حالة جفاف شديدة .

" توطين الأسمدة المتخصصة "

وحول إمكانية  إقامة شراكات مع الدول المنتجة للأسمدة المتخصصة , وفى مقدمتها الصين . يؤكد أن الوقت الحالى مهيئ لجذب إستثمارات وشراكات . بحكم المزايا النسبية التى يتمتع به السوق المصرى . ومنها :

-       حجم السوق الكبير .

-       توافر مستلزمات الإنتاج

-       ثبات سعر الصرف .

-       إنخفاض التضخم .

-       الموقع الجغرافى بالنسبة لأوربا , والدول العربية , والأفريقية .

-       عمليات التطوير والتحديث الملحوظة فى البنية الأساسية .

-       النظام الضريبى جاذب .

-       توافر الحماية القانونية للمستثمر الأجنبى والعربى .

 


أضف تعليق

  • م.محمد حجازى الإثنين 8 نوفمبر 2021 03:45 م

    لا بديل عن تنفيذ ااحلول المقترحة لعبور هذه الازمه .شكرا م.سامح

أخبار ذات علاقة

القائمة البريدية