فاو تتوقع زيادة انتاج الاسماك الى 204 مليون طن سنويا

الإثنين 8 يونيو 2020 02:22 م
شارك الخبر

فاو : عالم الزراعة

سجل استهلاك الفرد من الأسماك في جميع أنحاء العالم رقماً قياسياً جديداً بلغ 20.5 كيلوغراماً سنوياً، ومن المتوقع أن يزداد ذلك في العقد المقبل، ما يؤكد على دور الأسماك الحاسم في أمن الغذاء والتغذية في العالم. وبحسب التقرير الجديد الذي أصدرته منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) فإن التنمية المستدامة لتربية الأحياء المائية والإدارة الفعالة لمصايد الأسماك مهمة في الحفاظ على هذه التوجهات.

من المتوقع أن يرتفع إجمالي إنتاج الأسماك إلى 204 مليون طن في العام 2030، أي بزيادة 15 في المائة عن العام 2018، مع زيادة حصة تربية الأحياء المائية من هذا الإنتاج، والتي تبلغ حالياً 46 في المائة، بحسب تقرير حالة الموارد السمكية وتربية الأحياء المائية في العالم. ويساوي هذا النمو حوالي نصف الزيادة المسجلة في العقد السابق، ويعني أنه من المتوقع أن يصل متوسط استهلاك الفرد السنوي من الأغذية السمكية إلى 21.5 كيلوغرام بحلول العام 2030.

وبهذا الصدد قال المدير العام للفاو شو دونيو: "من المعروف أن الأسماك ومنتجات مصايد الأسماك هي من بين أكثر الأطعمة الصحية على وجه الأرض، وليس ذلك فحسب بل إنها من المنتجات الأقل تأثيراً على البيئة الطبيعية"، مشدداً على أن هذه المنتجات يجب أن تلعب دوراً أكثر مركزية في استراتيجيات الأمن الغذائي والتغذية على جميع المستويات.

وأشار المدير العام إلى ما جاء في التقرير عن تزايد الأدلة بأنه في الوقت الذي تثمر الإدارة الفعالة لمصايد الأسماك عن نتائج في تعزيز مخزونات الأسماك أو إعادة بنائها، فإن عدم تطبيق هذه الإجراءات يهدد اسهاماتها في الأمن الغذائي وسبل العيش، مشيراً إلى أن الأسباب وراء اخفاقات الاستدامة معقدة وتحتاج إلى حلول متخصصة.

ويتم صيد ما نسبته 34.2 في المائة من مخزونات الأسماك الآن عند مستويات غير مستدامة بيولوجيا، بحسب تحليلات تقرير الفاو المعيارية. وهذه النسبة الكلية مرتفعة للغاية ولا تتحسن على مستوى العالم رغم أنه من المطمئن أن نعرف أن 78.7 في المائة من جميع الأسماك التي يتم اصطيادها تأتي من مخزونات مستدامة بيولوجياً. إضافة إلى ذلك فإن توجهات الاستدامة للعديد من الأصناف الرئيسية من الأسماك تتحسن.

وقد بلغ المصيد من جميع أنواع التونة أعلى مستوياته حيث بلغ حوالي 7.9 مليون طن في 2018، ويتم الآن صيد ثلثي هذه المخزونات بمستويات مستدامة بيولوجياً، وهي زيادة كبيرة وصلت إلى 10 في المائة في عامين فقط، وهذا دليل على الإدارة المكثفة لمصايد الأسماك في قطاع يتميز بسلعة عالية القيمة، وبقدرة مفرطة لبعض أساطيل سفن الصيد.

وقال مانويل بارانغ مدير قسم مصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية في منظمة الفاو إن "التحسن الذي كان ثمرة لمساهمات العديد من أصحاب المصلحة، هو شهادة على أهمية الإدارة الفعّالة في الوصول إلى الاستدامة البيولوجية والحفاظ عليها، ويؤكد على مدى ضرورة أن نطبق نفس هذه الأساليب في المصايد والمناطق التي تكون فيها أنظمة الإدارة في حالة سيئة". وليس من المفاجئ أن نلاحط أن الاستدامة صعبة بشكل خاص في المناطق التي تعاني من الجوع والفقر والنزاعات، ولكن لا يوجد بديل عن الحلول المستدامة.

كوفيد-19
رغم أن تقرير حالة الموارد السمكية وتربية الأحياء المائية يستند إلى معلومات سُجّلت قبل انتشار جائحة كوفيد-19، إلا أن المعلومات الأساسية التي يتضمنها التقرير تساعد الفاو بالفعل على الاستجابة من خلال توفير الحلول الفنية والتدخلات المستهدفة لقطاعي مصايد الأسماك والزراعة، والتي أشار المدير العام إلى أنهما من بين القطاعات الأكثر تأثراً بالجائحة.
ويُعتقد أن نشاط الصيد العالمي قد انخفض بنحو 6.5 في المائة نتيجة للقيود ونقص العمالة بسبب حالة الطوارئ الصحية التي فُرضت لاحتواء الجائحة، وفقا لملحق للتقرير نشرته منظمة الفاو.

وقد أثر تعطل النقل الدولي بشكل خاص على منتجات تربية الأحياء المائية المعدّة للتصدير، في حين أثر انخفاض السياحة وإغلاق المطاعم بشكل كبير على قنوات التوزيع للعديد من أنواع الأسماك، على الرغم من أن مبيعات التجزئة ظلت مستقرة أو زادت بالنسبة للأسماك المجمدة والمعلبة والمتبلة والمدخنة ذات الصلاحية الأطول. وفي أجزاء من منطقة البحر الأبيض المتوسط والبحر الأسود، أُجبر أكثر من 90 في المائة من صغار الصيادين على التوقف عن العمل بسبب عدم القدرة على بيع ما يصطادوه. وقد تفاقم ذلك في كثير من الأحيان بسبب انخفاض الأسعار.

وتؤثر أسواق المدخلات وقضايا العمالة المهاجرة، والمخاطر المرتبطة بأسواق المنتجات الطازحة المزدحمة، على إنتاج واستهلاك الأسماك، مع تعرض سلاسل التوريد غير الرسمية لضغوط أكبر بسبب عدم وجود علاقات تعاقدية، وسلاسل تبريد راسخة. وتركز الفاو بشكل أساسي على دعم وإعادة تشغيل وتعزيز سلاسل توريد وسبل عيش القطاع، مع اعطاء الأولوية للمجموعات والمناطق الأكثر ضعفاً.

التوجهات في إمدادات الأسماك العالمية
يحتوي تقرير حالة الموارد السمكية وتربية الأحياء المائية على قدر كبير من بيانات صيد الأسماك المرتبة بحسب الأصناف والمناطق وما إذا كان المصيد بحرياً أم من مزارع الأسماك.

 وتشير التقديرات إلى أن الانتاج العالمي من الأسماك بلغ حوالي 179 مليون طن في العام 2018، كما يقدر إجمالي قيمة البيع الأول بنحو 401 مليار دولار امريكي. وشكلت منتجات تربية الأحياء المائية 46 في المائة من إجمالي الإنتاج، و52 في المائة من الأسماك المخصصة للاستهلاك البشري. وتعد الصين أكبر منتج بسبب قطاعها لتربية الاحياء المائية المتطور جداً والذي أنتج كميات من منتجات الأحياء المائية تفوق ما أنتجه العالم بأسره منذ العام 1999.

وبحسب التقرير فإن توسع تربية الأحياء المائية سيستمر ولكن بوتيرة ابطأ، كما أن الأسماك المستزرعة سيكون لها حصة متزايدة من الاستهلاك والتجارة خلال العقد المقبل. ومن المتوقع أن ينمو إنتاج تربية الأحياء المائية بنسبة 48 في المائة في أفريقيا، ما سيسهم في التخفيف من الانخفاض المتوقع في استهلاك الفرد من الأسماك في تلك القارة نتيجة تزايد السكان.

وكانت الانشوجة من أكثر أصناف الأسماك اصطيادا، وذلك بفضل الانتعاش القوي للانتاج في البيرو وتشيلي، بينما جاء سمك بلوق الاساكا وسمك التونا الوثابة في المرتبة التالية. وقد وصلت منتجات مصايد الأسماك الداخلية، وهي مصدر مهم للغذاء في الدول المحدودة الأغذية، إلى أعلى مستوى مسجل على الإطلاق حيث بلغت 12 مليون طن.

ويشكل استهلاك الأسماك سدس ما يستهلكه سكان العالم من البروتينات الحيوانية، وأكثر من نصف ما يستهلكه السكان في بلدان مثل بنغلاديش وكمبوديا وغامبيا وغانا وإندونيسيا وسيراليون وسريلانكا والعديد من الدول الجزرية الصغيرة النامية.

وأشار المدير العام للفاو إلى أن القيم الغذائية المهمة للأسماك تؤكد على أهمية تطوير تربية الأحياء المائية خاصة في أفريقيا، واتباع استراتيجيات تساعد هذا القطاع على تكثيف الانتاج بشكل مستدام باستخدام تقنيات مبتكرة في مجالات الأعلاف، والاختيار الجيني، وأمن التنوع البيولوجي، وتطوير الأعمال، مؤكداً على أن مبادرة يداً بيد التي أطلقتها الفاو هي "إطار عمل مثالي للجهود التي تجمع توجهات مصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية، والتحديات في سياق النمو الأزرق".

ويتضمن تقرير منظمة الفاو قسماً عن مبادرات الاستدامة احتفالاً بالذكرى الخامسة والعشرين لـ"مدونة السلوك بشأن الصيد الرشيد"، ويلحظ كذلك أن الفاو ومجموعة من الشركاء يتعاونون في مشروع "تسليط الضوء على المحاصيل الخفية"، وهو دراسة عالمية سيتم إصدارها في أواخر عام 2020 وتهدف إلى دعم السياسات التي تخدم المصايد الصغيرة المنتجة والمستدامة والمنصفة، والتي يمكنها توفير، بل وتوفر بالفعل، الغذاء الأساسي لمليارات البشر، كما تخلق سبل العيش والوظائف للغالبية العظمى من 120 مليون شخص يعتمدون على المصايد الطبيعية

أرقام رئيسية من تقرير حالة الموارد السمكية وتربية الأحياء المائية في العالم
-إجمالي إنتاج الأسماك في العالم في العام 2018: 179 مليون طن
-حصة مصايد الأحياء البحرية من ذلك: 84.4 مليون طن
-حصة مصايد اسماك المياه العذبة من ذلك: 12.0 مليون طن، وهو رقم قياسي
-حصة تربية الأحياء المائية من ذلك: 82.1 مليون طن، وهو رقم قياسي جديد
-كمية الانتاج الذي يستهلكه البشر كغذاء: 156 مليون طن
-قيمة البيع الأول لجميع إنتاج مصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية في 2018: 401 مليار دولار امريكي
-حصة تربية الأحياء المائية من ذلك: 250 مليار دولار
-عدد الأشخاص الذين يعملون في القطاع الأساسي لمصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية: 59.5 مليون شخص

-نسبة النساء من هؤلاء: 14 في المائة
-
المنطقة التي فيها أكبر عدد من الصيادين ومزارعي الأسماك: آسيا (85 في المائة من الإجمالي)
-
عدد سفن الصيد في الكرة الأرضية: 4.56 مليون سفينة
-
أكبر أساطيل سفن الصيد بحسب المنطقة: آسيا (3.1 مليون سفينة، أو 68 في المائة من أسطول العالم)
-
نسبة عدد السفن العاملة بمحركات ولا يزيد طولها عن 12 متراً: 82 في المائة
-
نسبة انتاج الأسماك العالمي التي تدخل التجارة العالمية: 38 في المائة
-
قيمة صادرات منتجات الأسماك: 164 مليار دولار امريكي.
-
أكبر منتج ومصدر للأسماك في العالم: الصين
-
مناطق تصدير الأسماك الصافية: أوقيانوسيا، وأمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي والبلدان النامية في آسيا
-
أفريقيا هي مستورد صافِ من حيث الحجم ولكنها مصدرة صافية من حيث القيمة.
-
مصايد الأسماك الأقل استدامة: البحر الأبيض المتوسط والبحر الأسود (62.5 في المائة من المخزون الفائض)  جنوب شرق المحيط الهادئ (54.5 في المائة)، جنوب غرب المحيط الأطلسي (53.3 في المائة)


أضف تعليق

أخبار ذات علاقة

القائمة البريدية