فاو : تحسين دمج الاغذية بالتخطيط الحضرى

الجمعة 8 مارس 2019 08:01 ص
شارك الخبر

فاو : عالم الزراعة

 قال جوزيه غرازيانو دا سيلفا، المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، اليوم أن دمج الأغذية والتغذية المحسنة في التخطيط الحضري كعنصرين هامين هو أمر أساسي لتحقيق التنمية المستدامة، بما في ذلك القضاء على الجوع وتوفير التغذية الصحية للجميع.

وقال دا سيلفا في حفل إطلاق إطار الفاو لخطة عمل برنامج الأغذية الحضرية: نهج شامل لضمان التنمية المستدامة: "علينا العمل مع المدن لأنها المكان الذي يعيش فيه العديد من الناس ويأكلون ويعملون، ولأنها المكان الذي يتوجب علينا فيه تنفيذ التزاماتنا العالمية محلياً".

وأشار المدير العام للفاو إلى أن المناطق الحضرية هي أيضاً المكان الذي يتم فيه صياغة القوانين والتشريعات. وأضاف في هذا السياق: "إنها المكان الذي يتم فيه وضع النظم الغذائية، ولهذا السبب تعزز المنظمة من عملها مع المدن أكثر فأكثر".

يعيش ما لا يقل عن 55 في المائة من سكان العالم حالياً في المناطق الحضرية، ومن المتوقع أن ترتفع النسبة إلى 65 في المائة على الأقل بحلول عام 2050، كما أنه يتم استهلاك نحو 80 في المائة من جميع الأغذية المنتجة عالمياً الآن في المناطق الحضرية. ويخلق التحضر تحديات غير مسبوقة لضمان حصول كل فرد على أغذية يسهل الوصول إليها بأسعار في متناول الجميع، مع الحفاظ على أنظمة تغذية صحية، وحماية الموارد الطبيعية والتنوع البيولوجي.

وشدد دا سيلفا على حقيقة أنه لم يعد بالإمكان معالجة التنمية الحضرية بمعزل عن التنمية الريفية، مشيراً إلى الاجتماع الأخير رفيع المستوى للأمم المتحدة مع رؤساء البلديات وممثلي السياسات الغذائية الحضرية في مدينة نيويورك. وقال: "يجب أن تعزز العمليتان كل منهما الأخرى. يجب اغتنام الفرصة لسد الفجوة بين الريف والحضر عوضاً عن اعتبار التحضر والتحول الريفي عمليتان منفصلتان".

من جانبه، قال لورانس حداد، الفائز بجائزة الغذاء العالمية لعام 2018، والمدير التنفيذي للتحالف العالمي لتحسين التغذية: "علينا مقاومة الانفصام الزائف بين المناطق الحضرية والمناطق الريفية". وأضاف: "تشكل البيئة الغذائية الحضرية بالفعل ما يمكن للمستهلك شراؤه واستهلاكه. ويبدو الوقت الآن مناسباُ للقيام بخطوة كبيرة لتعزيز النظم الغذائية والتغذية والأنظمة الغذائية، والتي بدورها سوف تجذب المزيد من الاستثمارات وفرص التوظيف".

بدورها، قالت سعاد عبد الرحيم، رئيسة بلدية مدينة تونس: "من المهم للغاية الاستماع عن كثب إلى المواطنين وتحديد احتياجاتهم وتحويلها إلى مشاريع ملموسة. كما يتوجب علينا أيضاً رفع مستوى الوعي بأهمية تبني ثقافة غذائية وتغذوية جديدة، ثقافة من شأنها أيضاً التقليل من عدم المساواة، خاصة بين الأطفال". وقالت في كلمتها باللغة الفرنسية: "لا يمكن أن تصبح "رئيس بلدية" بشكل اعتباطي. فرئيس البلدية يجب أن يكون في المقام الأول كالأم قريباً من المواطنين، وأن يدعم مطالبهم ويحل مشاكلهم، تماماً كما تفعل أي أم".

وقالت آنا سكافوزو، نائبة عمدة ميلان والمسؤولة عن ميثاق ميلان للسياسات الغذائية الذي يهدف إلى تعزيز الاستدامة في النظم الغذائية الحضرية ومعالجة مخلفات الطعام: "يعتبر التفكير بالنظم الغذائية وصنع السياسات حولها مكونات أساسية لبناء العمل المناخي الشامل، والتنمية الحضرية، والحد من الفقر والاقتصاد الدائري."

إطار العمل

يهدف إطار العمل إلى دعم صنّاع القرار على مختلف المستويات، ويقدم أفكاراً حول الكيفية التي يمكن للمدن حول العالم من خلالها تنفيذ إجراءات لخلق الوظائف، وتعزيز سلاسل القيمة الغذائية المحلية وخفض وإدارة المستويات المثيرة للقلق من النفايات الغذائية الموجودة في العديد من المدن.

كما يقدم إطار العمل الإرشادات حول الكيفية التي يمكن للفاو من خلالها، بالتعاون مع شركائها، مساعدة الحكومات على تحسين بيئة السياسات من خلال القوانين والتشريعات والحوكمة والتمكين المؤسسي المتسق، وتنفيذ أعمال تناسب السياقات المختلفة، مثل سلاسل التوريد الأقصر، والمشتريات الغذائية العامة الشاملة، والابتكار في مجال صناعة الأغذية الزراعية، والأغذية الصحية والبيئات الخضراء، وسلاسل التوريد المحسنة، والاقتصاد الحيوي المستدام.

ويهدف الإطار أيضاً إلى تعزيز الممارسات الجيدة من خلال التبادل المعرفي حول حوكمة الأنظمة الغذائية.

وتدعم منظمة الأغذية والزراعة المدن في جميع أنحاء العالم لتحقيق تغذية أفضل ونظم غذائية صحية. وتدعم على وجه الخصوصإنشاء المركز العالمي للأغذية المستدامة في فالنسيا في اسبانيا، والذي يهدف إلى تعزيز النظم الغذائية الصحية والمستدامة بين المدن، والمزمع تدشينه في 1 أبريل/نيسان 2019 بمشاركة الملكة ليتيزيا ملكة إسبانيا، سفيرة النوايا الحسنة لدى الفاو لشؤون التغذية.


أضف تعليق

أخبار ذات علاقة

القائمة البريدية